أنجز باحثون في معهد ماساتشوسيتس للتقنية وكلية هارفر الطبية خطوة مهمة باتجاه إنتاج أعضاء بشرية مثل الكبد والكلية . وتتمثل هذه الخطوة العملاقة في تطوير جهاز مجهري يحاكي في عمله النظام الوعائي من حيث نقل الدم والعناصر الغذائية إلى خلايا الأعضاء .
وقد كان نجاح الجهود السابقة على هذا الصعيد محدوداً , فبينما تمكن الخبراء في السابق من إنتاج جلد وغضاريف , استعصى عليهم إنتاج الأعضاء الحيوية , والمشكلة كما يقول الباحث محمد كازمبور مفراد في معهد ماساتشوستس , هي انه بالرغم من إمكانية استخدام تقنية هندسة الأنسجة لإنتاج سقالة تدعم خلايا النسيج المعني , إلا أنها غير قادرة على تشكيل البنية الوعائية اللازمة لتغذية أعضاء مثل الكبد والكليتين .
وللتغلب على هذه المشكلة , استخدم كازمبور مفراد وزملاؤه نماذج حاسوبية لتصميم شبكات تحاكي شبكة الأوعية التفرعية الحقيقية . وقام الفريق بوضع تلك الشبكات الدقيقة على أسطح سيليكونية تعمل بمثابة شرائح بوليمرية تنحل بيولوجياً . وتمثلة المرحلة الثانية في وضع غشاء مسامي دقيق بين شريحتين من هذا النوع ولصقهما معاً بإحكام .
ويقول كازمبور مفراد إن " النظام الجديد تمكن من توصيل الدم والعناصر الغذائية بكفاءة عالية والحفاظ على حيوية خلايا الكبد والكلية البشرية لمدة أسبوعين على الأقل من المختبر " فقد أظهرت التجارب أن 96 % من الخلايا الكلوية تفاعلت مع الشبكة الوعائية الاصطناعية وتمكنت من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوع , في حين أن 95 % من الخلايا الكبدية تمكنت من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوعين . وقد تمكن نظام كبدي تم زرعه في جرذ , من العمل لمدة أسبوع .
وقد أجرى الفريق حتى الآن تجارب على أجهزة مكونة من طبقة واحدة . ويقول الخبراء إن الأمر يحتاج إلى ما بين 30 إلى 50 طبقة لتمثيل كبد قادر على القيام بالمهمة , ولكن الهدف الأساسي حسب قول كازمبور مفراد هو إنتاج عضو كامل قابل للعمل .